top of page

الطفل المطيع

Updated: Aug 23, 2019

قد لا يثير الانتباه، لا يلتفت أحد إليه، يلعب بهدوء، يختبئ عن الأعين، لا يثير أي ضجة. ولأنه مطيع وهاديء، قد يشعرك بنجاح التربية، إلى درجة تجعله النموذج والمثال المقارن لأخوته.



وقد تكون أسباب ذلك الهدوء غير صحية. منها مثلا فقدان الدافع للاستكشاف والتعرف على العالم من حوله أو فقدان الرغبة في ممارسة الأنشطة المسلية والحركية والتي تعود عليه بتنمية الإدراك والمهارات وتشكيل العواطف السليمة، وهذه مؤشرات ليست إيجابية. أو قد يكون سبب الهدوء هو مشكلات عاطفية (نفسية) كالخوف والخجل والشعور بفقدان الهوية. هذه المشكلات قد تتسبب في انخفاض الثقة في النفس والإحساس بعدم الأمان، وفي أسوأ الأحوال قد تتطور إلى مشكلات نفسية كالقلق والاكتئاب، أو تتسبب في نشوء مشكلات اجتماعية كالعزلة والخجل والرهبة الاجتماعية.


ولو قرر الطفل الهادئ أن يخوض تجارب الحياة كغيره من الأطفال، حتما سيقع في الكثير من المشكلات كأي طفل في سنه. والأمر المقلق أنه حينما يكبر ويستقل، قد تنقصه المعرفة والتجربة مقارنة بأولئك الذين أعطو من والديهم مساحة كافية للتعلم من خلال الأخطاء وتلقو الدعم والتوجيه في مراحلهم العمرية المبكرة، لهذا فإن أخطائه وهو بالغ قد تصبح اكثر خطورة بالمقارنة مع أقرانه.

الهدف من التربية هو الاحتفاء بسمات الأطفال الحسنة وتحسين السيئة منها بالدعم والإرشاد. والطفل الطبيعي يكون مندفع العواطف، ضعيف المنطق، وقليل المعرفة، وعفوي في خياراته لهذا من المتوقع أن تكثر أخطاءه.


ولكي تحقق التربية أهدافها، ينبغي أن تتعامل مع الطفل باعتبار أن له شخصية عفوية وليست مثالية، وأن ترى أخطاءه سبيلا لكشف احتياجاته التعليمية والتربوية فتشجعه على أن يمارس الأنشطة التي يحبها دون قلق أو خوف من أن يخطئ. إذن هدوء طفلك ليس مؤشرا دقيقا على نجاح التربية، فقد يعني حاجته إلى اهتمام من نوع مختلف عن إخوته الأكثر نشاطا.

829 views0 comments

كن أول من تصله جديد إصداراتنا

أعمال

التواصل الاجتماعي

تربية قيادية

سجل اشتراكك في الموقع

نشكرك على التسجيل!

الأسئلة المتكررة

الشحن والاستبدال

سياسات المكتبة

طرق الدفع

الرياض

المملكة العربية السعودية

+966556171257

Qyadiya@gmail.com

© 2019 by Qyadiya. Publishers.

bottom of page